كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
فلو لم يكن للشيطان هناك سبيل، ما كان ليدعو له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيره من الشيطان.
فهذا تحقيق لما روي عن سفيان.
وإنما سؤال الميت في هذه الأمة خاصة؛ لأن الأمم قبلنا كانت الرسل تأتيهم بالرسالة، فإذا أبوا، كفت الرسل، واعتزلوا، وعوجلوا بالعذاب، فلما بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة وأماناً للخلق، فقال: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}.
فأمسك عنهم العذاب، وأعطي السيف حتى يدخل في الإسلام من دخل لمهابة السيف، ثم يرسخ في قلبه، فأمهلوا، فمن هاهنا ظهر أمر النفاق، فكانوا يسرون الكفر، ويعلنون الإيمان، فكانوا بين المسلمين في ستر، فلما ماتوا قيض الله لهم فتاني القبر؛ ليستخرج سرهم بالسؤال.
فروي في الحديث: أنه إذا سئل عن الرسول عليه السلام، قال: لا أدري، فيضرب بالمقامع، ويقال: لا دريت.
و {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا}،
الصفحة 27
512