كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

وأما قوله: ((ما يستقبل المؤمن من هول الآخرة إلا والقبر أفظع منه))، فهذا للمؤمن خاصة، فأما الكافر، فما يستقبله من شيء إلا وهو أفظع مما مضى؛ لأن المؤمن كلما قرب من ربه، يسر عليه الأمر، وكان أقرب إلى الرحمة؛ فإنما يحاسب المؤمن في قبره؛ ليكون أهون عليه غداً إذا وقف بين يديه؛ لأن الله تعالى أنزل عبده المؤمن من نفسه أنه يستحيي منه، وأنه أوجب له محبته، ورأفته، ورحمته، فإذا كانت هذه منزلته منه، ثم كان من العبد جفاء، أو انتهاك شيء حرمه الله، واغترار بقول العدو، فاستوجب بذلك العقوبة لرضا الحق، أنى له ذلك، وهو بعد في البرزخ يمحصه ليخرج من القبر، وقد اقتص منه، وأرضى الحق.
1322 - نا صالح بن عبد الله، قال: نا يحيى بن زكريا ابن [أبي] زائدة، عن مجالد، عن محمد بن المنتشر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: في القبر حساب، وفي الآخرة حساب، فمن حوسب في القبر، نجا، ومن حوسب

الصفحة 29