كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فبر الوالدين شكر؛ لأنه تعالى قال: {اشكر لي ولوالديك إلي المصير}، فإذا برهما، فقد شكرهما، وقال في تنزيله: {لئن شكرتم لأزيدنكم}.
فإنما وجد العبد من ربه في وقت انفصاله من أمه العمر، وقد كان في البطن حياةً، ولم يكن عمراً، فلما خرج، أعطي العمر بمقدار، فإذا وصل والديه ببرٍّ، كان قد وصل الرحم الذي منه خرج، والصلب الذي منه جرى، فكان بفعله ذلك شاكراً، فزيد من ذلك العمر الذي شكر من أجله، فرد عنه ملك الموت.
يوهمك في هذا الحديث: أن العباد إذا وصلوا أرحامهم زيد في أعمارهم؛ لأنهم بالصلة صاروا شاكرين، فشكر الله لهم، ووفى لهم بما وعد في تنزيله: {لئن شكرتم لأزيدنكم}، فزاد في أعمارهم.
1325 - نا أبي رحمه الله، قال: نا الفضل بن دكين، عن سفيان، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بن أبي الجعد، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القضاء إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)).