كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
فجعل الله هذا الماء طاهراً، يطهر النجاسات الدنيوية، وأدناس الذنوب، فإذا كان العبد مداوماً على الوضوء، فهو أبداً في إزالة الأنجاس، ونفض الغبار عن دينه، فإذا كان يوم البرزخ، وجاء عذاب الأدناس التي اكتسبها بالسيئات، جاءه وضوءه، فاستنقذه من النار.
1328 - نا عبيد الله بن يوسف الجبيري، قال: نا عثمان بن عبد الرحمن الحراني، قال: نا عبد الحميد ابن يزيد، عن آمنة بنت عمر، عن ميمونة: أنها قالت: يا رسول الله! أفتنا عن عذاب القبر، قال: ((من أثر البول، فمن أصابه منه شيءٌ، فليغسله بماءٍ، فإن لم يصبه، أو لم يجده، فليمسحه بترابٍ طيبٍ)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فالغسل لما يعلمه، فإذا خفي عليه أن يكون أصابه شيء، وخاف من حيث لا يدري، وهاب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأن عذاب القبر، دله على التيمم، فإنما سألت ميمونة رسول الله عن الفتيا في عذاب القبر ما الحيلة في الخلاص منه إن أصابه البول من حيث لا يعلم، وقد جاء فيه في التشديد ما جاء، فرأى أن الجهل به ضرورة، وفقد الماء ضرورة، وقد تفضل الله