كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
ناحية المشرق حيث لا يخلص إليهم أحد، ولقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روي لنا ليلة أسري به، فعلمهم القرآن، وعرض عليهم الشريعة، فقبلوها، فأعطيت هذه الأمة في الجماعة والعامة ما أعطي أولئك في العزلة، فساروا في الجماعة بما سار أولئك في العزلة؛ بفضل يقينهم، ووصول قلوبهم إلى الله، فمركب قلوبهم الحق، وطريقهم إلى الله تعالى على العدل في ذلك الحق، وهم أمراء الدين في كل وقت، وهو قوله تعالى: {يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم}.
فالقصص لهم، ولمن يرونه أهلاً لذلك المقام، والثالث مراءٍ متكلفٌ مذموم، فهو دخيل ليس منهما في شيء، هذا لا يجب أن يسمع منه، ولا يستمع إليه.