كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
وقال تعالى: {فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}. وقال تعالى: {أفرأيتم ما تحرثون. أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون}، ثم أمر الشمس أن تسير سيرها على وجه الأرض لتربية هذه النبات والثمار، ثم أمر الرياح عند الحصاد أن تذروه، ثم علم الآدميين طحنه وخبزه، وأنزل النار، وجعلها في الشجر الأخضر.
وقال في تنزيله: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون}، فالنار موجودة في كل خشبة تحتك بالأخرى، فتوري ناراً، فقال: {أفرأيتم النار التي تورون. أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون} الآية، ثم قال: {نحن جعلناها تذكرةً ومتاعاً للمقوين} الآية.
ومن اللباس علم غزل قطنه ونسجه، وغسله وخياطته حتى يكتسوا، وكذلك سائر الأشياء التي اضطر إليها الآدمي، فهذه كلها أسباب، والآدمي يرى ما ظهر من هذه الأشياء التي ذكرناها، وفي باطنها ربوبية، وهو الذي دبر هذا كله من القدرة، وأمضى التدبير بمشيئته، وأوصل إلى العباد قضيته في خفاء.
فالعباد إنما يرون المطر والحر، والبرد والرياح، والأرض والماء،