كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

ثم تنصدر إلى الجوارح، ولذلك سمي صدراً؛ لأن الأمور تصدر من هناك، فإنما سمي شكاً؛ لأن ذلك النائب من الأمر يشك سعة الصدر؛ كما يشك الثوب المبسوط، ويجمع بعضه إلى بعض، ويشك بشوكة أو بإبرة أو بخيط، فيقال: شك الثوب، وهو ثوب مشكوك.
فالصدر إذا انتفخت الرئة بما خطر على بال القلب من الخواطر، وضاق على القلب مكانه، يرحل القلب من مستقره، وتذبذب، وصار كالدلو المعلق، والقنديل المعلق، فإذا تحرك القنديل، اضطرب الإشراق، فصار بعضه ظلام، وبعضه إشراق، ففي الظل الضلالة، وفي الإشراق الهدى، فكلما تراكمت الأظلة، انقبض الصدر، فصار مشكوكاً كالثوب الذي شك، وقبض بعضه إلى بعض، فصار متراكماً، وصار بعضه على بعض، وصارت له زوايا، وكذلك الصدر إذا انقبض، حدثت له في زواياه أظلة، فمنها يضل عن الله، ويفتقد الهدى.
وأما الشرك: فهو مأخوذ من الشرك، والشرك: حبل فيه معاليق يعلق به أرجل الطير، أو أعناقها، أو أجنحتها، حتى يؤخذ صيداً، وكذلك الأسباب التي وضعت فيها حاجات الآدمي، فتلك الأسباب تأخذ بقلبه؛

الصفحة 404