كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
وأما قوله: ((وإذا جارت الولاة، قحطت السماء)) معناه: انقطع المطر من ماء الحيوان الذي ينزل من تحت العرش من بحر الأرزاق إلى السماء من الأبزن إلى السحاب، والأبزن هو: مستنقع الماء في السماء، فإذا أصاب السماء القحط، انقطع عن الأرض القطر، فإذا انقطع القطر، ماتت الأرض، فلم تنبت؛ لأن الأرض إنما تنبت بحياتها، وحياتها من ماء الحيوان، فإذا انقطعت الحياة عن الأرض، عجزت عن الإنبات؛ لأن الإنبات بحركة الحياة، فإذا جارت الولاة، ذهب العدل عن الأرض، وإذا ذهب العدل، منعت الحياة ماء الحيوان عن أن يقطر، فالوالي فاصل بين الحق والباطل، فإذا ذهب الفاصل، تقطعت الرحمة.
وأما قوله: ((إذا منعت الزكاة، هلكت المواشي))؛ فإن الزكاة نمو المواشي، والمال والنمو من البركة، فإذا منعت الزكاة، بقي المال مع الدنس دنس العلائق، ولا بقاء للبركة مع الدنس، فإذا ارتحلت البركة عن شيء، هلك ذلك الشيء؛ لأن النسل ينقطع.
وأما قوله: ((وإذا ظهر الزنا، ظهر الفقر))، فمن أجل أن الغنى من فضل الله، والفضل لأهل الفرح بالله تعالى وبعطائه، والمناكحة بمحاب الله، وبأمره وحبه يلتقي الزوجان على أفراح بالله، فوعدهم بذلك في تنزيله الغنى