كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
من فضله، فقال: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله}، ثم بين من أين يغنيهم، فقال: {من فضله}، والفضل قبل القسمة.
ولذلك قال عمر رضي الله عنه: ما وجدنا طلب الغنى في مثل الباءة، وتلا هذه الآية.
فإذا زنى، فقد آثر الفرح الذي هو من قبل العدو، والمستقر للآدمي السابي لقلبه عن الفرح الذي ندب الله إليه عباده، فقال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} الآية.
فإذا آثر الفرح الذي بيد العدو، على الفرح بفضل الله، ذهب الفضل والغنى؛ لأنه قد جاوره من يدنسه.
وأما قوله: ((إذا أخفرت الذمة، أديل الكفار))؛ لأن المؤمن عاهد الله بالوفاء بذمته، فإذا أخفر، نقض العهد، ووهن عقد المعرفة؛ لأن المعرفة مقرونة بالعهد، معقودة به، فبنقض المهد يخاف انحلال العقد، فمن قبل الانحلال يذهب هيبة الإسلام، ويقذف الوهن في قلبه.
1515 - نا عمر بن أبي عمر، قال: نا محمد بن