كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

يشاء} الآية. وقال تعالى: {الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون. ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} الآية، فكان أولئك الذين من قبلهم فتنوا بالشريعة حتى يظهر من قبله صدقاً.
وأما فتنة القبور، ففيما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هذه الأمة تبتلى في قبورها)) دليل على أنهم مخصوصون بالسؤال؛ للنفاق الذي كان في هذه الأمة من أجل السيف، ثم قال تعالى: {ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء}.
تأويله عندنا والله أعلم: أن من مشيئته أن يرفع مرتبة أقوام عن السؤال، وهم الصديقون والشهداء.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قيل له: ما بال الشهداء لا يفتنون في قبورهم؟ فقال: ((كفى ببارقة السيوف عليهم فتنةً)).
1525 - نا بذلك محمد بن يحيى المروزي، قال: نا علي بن الحسن، قال: نا عبد الله بن المبارك، قال: نا إبراهيم بن محمد الفزاري، قال: نا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، قال: قال رجل: يا رسول الله! ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهداء؟ فقال عليه السلام: ((كفى ببارقة السيف على رأسه فتنةً)).

الصفحة 444