كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

وروى هشام بن عمار قال: نا يحيى بن حمزة، قال: نا عروة بن رويم اللخمي، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: زارنا سلمان، فحدثنا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله.
فالمرابط: قد ربط نفسه، وحبسها، وصيرها حبيساً لله في سبيله؛ لمحاربة أعدائه، فإذا مات على هذا، فقد ظهر صدق ما في ضميره، فوقي فتنة القبر، ومن مات يوم الجمعة، فقد انكشف الغطاء عما له عند الله؛ لأن يوم الجمعة لا تسجر جهنم، وتغلق أبوابها، ولا يعمل الشيطان في الناس ما يعمل في سائر الأيام، فإذا قبض الله عبداً من عبيده، فوافق قبضه ليوم الجمعة، كان في ذلك دليل السعادة، وحسن معاده عند الله، فيوم الجمعة يوم الله الذي خلق فيه آدم وذريته، ويومه الذي تقوم فيه الساعة، فيميز بين الأحباب والأعداء، ويومه الذي يدعوهم إلى زيارته في دار عدن، فلم يكن ليعطي -فيما نعلمه- بركة هذا اليوم، وما ضمن هذا اليوم من عطاء الرحمن إلا من كتب له السعادة عنده، فلذلك يقيه فتنة القبر.
فدلت هذه الأشياء أن سبب فتنة القبر إنما هو ليتميز المنافق من المؤمن

الصفحة 447