كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
ولا عدوه، فكذلك ثبته الله في قبره، وكما ابتلي عدة من المؤمنين في أيدي العدو بالقتل وأنواع العذاب، فلم يتركوا دينهم، ولم يجيبوهم إلى أديانهم، فذلك الثبات كائن لهم في القبور؛ لأن تلك العقول ترد عليهم التي بها رزقهم الله الثبات.
وروي عن سفيان الثوري أنه جاء في الخبر: أنه عندما يقال له: من ربك؟ فيدخل الشيطان عليه، فيتمثل له، ويشير إلى نفسه، فيقول له: أنا.
فطلبنا تحقيق هذا، فوجدنا في الإخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول عند دفن الميت: ((اللهم أجره من الشيطان)).
1528 - نا بذلك صالح بن محمد، عن حماد بن عبد الرحمن، قال: نا إدريس بن صبيح الأودي، عن سعيد ابن المسيب، قال: حضرت عبد الله بن عمر في جنازة، فلما وضعها في اللحد، قال: ((باسم الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله))، فلما أخذ في تسوية اللبن على اللحد، قال: ((اللهم أجرها من الشيطان، ومن عذاب القبر، ومن عذاب النار))، فلما سوى الكثيب عليها، قام جانب القبر، وقال: ((اللهم جاف الأرض عن جنبيها، وصعد روحها،