كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

إلى أن يقعد إلى جانب سيد الرسل عليه السلام، وبالطهارة وجد السبيل إلى ذلك، وإنما وجد السبيل إلى ذلك، وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين الرسل، إجلالاً بمحله؛ لأن أصل الجنابة من الفرج، فوجد المغتسل السبيل إلى أصل الفرج، وهو محمد صلى الله عليه وسلم.
((ورأيت رجلاً من أمتي بين يديه ظلمةٌ، ومن خلفه ظلمةٌ، وعن يمينه ظلمةٌ، وعن شماله ظلمةٌ، ومن فوقه ظلمةٌ، ومن تحته ظلمةٌ، متحيرٌ فيها، فجاءته حجته وعمرته، فاستخرجاه من الظلمة، وأدخلاه النور)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فقد وعد الله في تنزيله في شأن الحج حط الآثام عنه، فقال: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه} الآية؛ أي: رجع مغفوراً له، وقد سقط عنه الإثم، فتلك الظلمات كانت آثام العبد، فإذا قضى حجته، وفى الله بما وعده.
وأما العمرة: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم روي عنه: أنه قال: ((العمرة الحج الأصغر)).

الصفحة 45