كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

قال أبو موسى -وضرب بيده-: ما تزال تأتينا بشيء ما ندري ما هو، ثم قال للرجل: كيف قلت؟ قال: أرأيت إن أنا أخذت سيفي، فجاهدت به أبتغي وجه الله حتى أقتل، أين أنا؟ قال أبو موسى الأشعري: والله! ما أدري ما أقول لك غير ذلك، فقال حذيفة: والله! ليدخلن النار أكثر من كذا وكذا، كلهم يقول ما قال هذا، ولكن إن أخذت سيفك، فجاهدت تبتغي به وجه الله، فأصبت الحق، فقتلت وأنت عليه، فأنت في الجنة، ومن أخطأ الحق، فلم يوفقه الله للخير، قال أبو موسى الأشعري: صدق.
قال أبو عبد الله:
فهذا حق لم يصب به طريق الحق، ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤنس أمر بأمر، فثقل عليه، فتوجه نحو جزيرة من جزائر البحر؛ ليعبد الله فيها، فأصابه ما أصاب، وعوقب بما عوقب.
فيحتاج العبد إلى الحق، وفي الحق صواب، وفي الصواب العدل، وفي العدل الصدق، وفي الصدق الأدب، وفي الأدب البهاء.
فأما الحق: فكل أمر رضي الله عنه.
وأما الصواب: فكل أمر مرضي رضي الله لك في ذلك الوقت.
وأما العدل: فإنه يكون قلبك في إصابة الحق والعمل به، لا تميل

الصفحة 459