كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

((ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين ولا يكلمونه، فجاءته صلة الرحم، فقالت: يا معشر المؤمنين! كلموه، فكلموه)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فالرحم أصل المؤمنين كلهم، فمن تمسك بصلته، فقد أرضى المؤمنين كلهم، ما بينه وبين آدم صلى الله عليه وسلم، ومن تهيأ له صلة الرحم، تهيأ له رضا المؤمنين كلهم، ومن كان قاطعاً للرحم، أيس المؤمنون من خيره.
ولذلك روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((إن الرحمة لا تنزل على قومٍ فيهم قاطع رحمٍ)).
قال: فإنما صار هكذا؛ لأن الرحمة منقطعة عنه، وهو في سخط الله، وأن الله خلق الرحم بيده، وشق لها اسماً من اسمه، فقال: ((أنا الرحمن، وأنت الرحم، خلقتك بيدي وشققت لك اسماً من اسمي)).
ثم أرسل حواشي قميص الرحمة، فتعلق الخلق بها، فمن وصل الرحم، فقد تعلق بحاشية القميص، ومن قطعها، قصرت يده عن حاشية

الصفحة 46