كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
قال: نا عبيد الله بن عمرو الرقي، [عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة]، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يعجبكم إسلام رجلٍ حتى تعلموا ما عقدة عقله)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فالعقل خلق مخلوق من نور البهاء، مقسوم بين الموحدين من ولد آدم، موضوع في دماغه، وإشراقه وشعاعه ومعتمله في الصدر بين عيني الفؤاد، فهو مدبر الأمر، زاجر وآمر، ومقدر، ومميز، ومزين، ومبصر، ودليل، وهادٍ، فبه عرف ربه، وبه علم ربوبيته، وبه نظر إلى تدبيره، وإلى ما أظهر لخلقه من ملكه وعجائب صنعه، وبه عرف جواهر الأمور من أمر الدين والدنيا، وبه ينهض إلى ربه.
وذلك النهوض اسمه على ألسنة الخلق: النية؛ من قوله: ناء ينوء؛ أي: نهض ينهض، وإنما ينهض بقصده وإلقاء همته، لا أنه ينخلع من مكانه، فهمه وقصده نيته، وهي النهوض عن السكون، فهمم القلوب تطير إلى الله بنور العقول التي لها على قدر حظه من العقل الذي قسم له ربه، وبين القسم تفاوت، فإنما تفاوتت الرسل والأنبياء، ومن دونهم من