كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

فإذا كان العقل مغلوباً، كان القلب أسير الهوى والنفس، فهو -وإن اجتهد في العبادة- فعامة عبادته خطأ وجهل، كما فعل جريج الراهب حيث نادته أمه وهو في صومعته في صلاته، فقال: يا رب! صلاتاه وأماه؟ فاختار الصلاة، ولم يجب أمه، فقالت أمه: اللهم ارمه بالمومسات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فلو دعت أن يفتنه بهن، لافتتن)). وقال: ((لو كان جريج الراهب فقيهاً عالماً، لعلم أن إجابة أمه من عبادة ربه)).
وكان من أمره ما كان، وعوقب بجهله وهواه لما آثر صلاته على إجابته أمه، فتلك عبادة المفتونين.
1536 - نا عبد الوهاب بن فليح المكي، قال: نا مروان ابن معاوية، عن الحسن بن عمرو، قال: نا عبد الرحمن بن سعد بن ذئاب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن جريج الراهب كان متعبداً في صومعته. الخبر إلى آخره.

الصفحة 464