كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

والأرضين وما فيهن وما تحتهن وزن بهؤلاء الكلمات، لوزنتهن)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فنعم الواهب، ونعمت المواهب، ونعم الموهوب له، هذا نوح رأس المرسلين -صلوات الله عليه- أوصى ابنه عند وفاته وخروجه من الدنيا، ثم صير الوصية هبة؛ لتكون تمليكاً، ولا يكون تمليك إلا من مالك، فكأنه دل هذه الكلمة من قول نوح: ((إني واهب لك))؛ أي: أن هذه الكلمات قد وهبت لي، فإني واهب لك من قبل أن يزول ملك الهبة مني بمزايلة الروح الجسد، وبمزايلة العقل والنبوة القلب والروح، حتى ترثه أنت دون سائر الورثة؛ لأن الورثة إنما يرثون ميراث الدنيا بحكم أهل الدنيا، وأولاد الرسل إنما يرثون آباءهم ميراث النبوة بحكم الله الرباني، وذلك قوله: {وورث سليمان داود}؛ فإنما ورث منه خلافة الخليفة.

الصفحة 472