كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

وإنما صارت هذه الأربعة قيام السماوات والأرض وما فيهن؛ لأن الله تعالى خلق السماوات والأرض وما فيهن بالحق، {ولتجزى كل نفسٍ بما كسبت وهم لا يظلمون}.
وحقيقة القائمين بالحق في الوفاء بمقالة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، فإنما يطالب الله عباده بحقيقة القيام بهذه الكلمات الأربع حتى يرضى الحق، فالسماوات والأرض وما فيهن مسخرات للآدميين؛ ليقوم هذا الآدمي بمقالة: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، منطقاً، وليقوم بمقالة هذه الأربع؛ وفاء بطهارة هذه الأربع ونزاهتهن وقدسهن، فمن قام من الآدميين بهذه الأربع بهذه الصفة التي وصفنا، كان ولي هذه الكلمات، وكان ولي الله، وبه تقوم السماوات والأرض وما فيهن، وإنما صار في الوزن أثقل من السماوات والأرض وما فيهن، وأوزن من أعمال بني آدم؛ لأن هذه الكلمات عماد الأعمال، فبالتسبيح يطهر الأعمال، وبالتقديس وبالتحميد تحط أثقال النعم، وبالتهليل يقبل الطاعات، وبالتكبير يرفع وينال الثبات والثواب.
فأما قوله: ((أولهن دخولاً على الله، وآخرهن خروجاً من الله))؛

الصفحة 474