كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
فإن هذه الكلمات رؤوس الكلام وأمناؤه، ومهيمن على سائر الكلام.
فالأمناء: أولهم دخولاً على الملك يوم يقعد لعرض الأجناد، وتدبير الملك، فيرفعون إليه أمور الرعية، ثم يأذن للرعية، فيعرضهم، فإذا خرجوا من عنده، كان التدبير مع الأمناء، وقضاء حوائج الرعية على أيديهم، وأحكام أمورهم معهم، ويخرجون إلى الرعية بقضاء حوائجهم، وقبول معاذيرهم، ونوال عطاياهم، فكذلك هذه الكلمات يدخلن على الله تعالى يوم يعرض الأعمال في اثنين وخميس، ثم تجيء الأعمال بعد ذلك على أثرهن، فيعرضون على الله، فتزكية الأعمال وتوفيرها من هؤلاء الأمناء، يشهدون لهم بالصدق، وإذا خرجت الأعمال، بقوا هؤلاء عنده؛ لتوفير التقصيرات، وتصحيح الأعمال، وسؤال القبول والثبات، وتربية الأعمال، وتقوية النفوس، ومدد القلوب، فهن المستأذنات للأعمال، والمسهلات لسبيل الأعمال، والشفعاء والمرتبات؛ لأن على طريق العرض سماطي الملك، ملك الرحمة، وملك العظمة، وملك السلطان، وملك البهجة، وملك الجمال، وملك البهاء.
فهذه الكلمات تطرق للأعمال إلى مالك الملك، وتسهل السبيل،