كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
((ورأيت رجلاً من أمتي قد أخذته الزبانية من كل مكانٍ، فجاءه أمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، فاستنقذاه من أيديهم، فأدخلاه مع ملائكة الرحمة)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فالزبانية من شرط الملائكة، والشرط لمن جاهر بالمعاصي من أهل الريب، يلتمسونهم في الطرق والمسالك، ليأخذوهم، فمن استتر بستر الله، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، فهو -وإن استعمل أعمال أهل الريب بعد أن يكون مستوراً- لا ينهتك.
فالشرط في الدنيا منتهون عن أخذه، وغير ملتمسين أشباه هؤلاء؛ لحرمة ذلك الستر، فكذلك في الآخرة، إذا طلب الزبانية في عرصة القيامة أهل المجاهرة بالمعاصي، فوقع هذا المستور في أيديهم، نفعه ذلك النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، وكل من عمل بالمعاصي في الدنيا سراً لا يجاهر به، فكائن منه أن ينهى عن المنكر إذا لقيه، وإذا فعل ذلك، كانت ملائكة الرحمة أحق به من ملائكة العذاب، ومن استحقته ملائكة الرحمة في الموقف، فقد نجا.
((ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبتيه، بينه وبين الله حجابٌ،