كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

العبد، فإن الله يذكره، فليذكر الله، أو فليحسن ذكر الله.
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فالأرواح: حية ذات طهارة ونزاهة، ولها سمع وبصر، وبصرها متصل ببصر العين، ولها سطوع في الجو، وتجولٌ، فتجول ثم تصعد إلى الله إلى مقامها الذي منه بدت، فإذا تخلصت من أشغال النفس، أدركت من أمر الله سبحانه ما يعجز عنه البشر فهماً.
ألا ترى إلى قول سلمان للحارث: كيف أنت يا حارث؟ فقال: ومن أين عرفتني؟ قال: عرف روحي روحك، وكذلك قال أويس لهرم.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: ((إن الأرواح لتتلاقى في الهواء، وأحدهما من صاحبه على مسيرة يومٍ وليلةٍ، وإن الأرواح خلقت قبل الأجساد بألفي عامٍ، فتشامت كما تشام الخيل، ثم هي جنودٌ مجندةٌ، فإذا التقوا، فما تعارف منها، ائتلف، وما تناكر منها، اختلف)).

الصفحة 485