كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

له شيئاً، وذكر الله إياه بخير، فرجع إلى أصله المتمكن في رأسه وقلبه بذلك الخير وبالبشرى، فطنت الأذن لصوت رجته، وما جاء به من الخير، فلذلك قال: ((فليصل على النبي صلى الله عليه وسلم))؛ لأنه ذكره عند الله في ذلك الوقت، وطلب له منه شيئاً، فاستوجب منه الصلاة؛ ليكون فيه أداء حقه، فهذا وما أشبهه مكرمات الموحدين من ولد آدم.
وكذلك العطاس هو في ذلك الوقت ذكر من الله لذلك الروح بخير، فابتهج الروح، وسطع نوره، فذلك الصوت من سطوعه، ولذلك قيل: عطس وسطع، وهما كلمتان مستعملتان في نوعين، يقال: عطس وسطع، فلذلك أمر أن يحمد ربه، وأول من فعل ذلك: آدم، لما استقر فيه الروح، وانتهى منتهاه، وخلص إليه ذلك الضيق في هذا اللحم والدم، غذي، وذكر بخير، فازدهر، وسطع نوره؛ كالمسرور بما غذي.
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((العطاس من الله)).
وقال: ((من حدث بحديثٍ، فعطس عنده، فهو حقٌّ)).

الصفحة 488