كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
فجاءه حسن خلقه، فأخذ بيده، فأدخله على الله)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
ينبئك في هذا القول: أن العبد تحجبه ذنوبه عن الله في الدنيا قلباً، وفي الموقف غداً بدناً، وأنا حسن الخلق منحة من الله لعبده؛ لأن الأخلاق في الخزائن، فإذا أحب الله عبداً، منحه خلقاً منها؛ ليدر عليه ذلك الخلق كرائم الأفعال، ومحاسن الأمور، فيظهر ذلك على جوارحه؛ ليزداد العبد بذلك محبة، فوصله إليه في الدنيا قلباً، وفي الآخرة بدناً، وحب الله عبده يمحق الذنوب محقاً، ويتركه من آثامه عطلاً، وإذا أحب الله عبداً، أهدى إليه خلقاً من أخلاقه، وإذا رحم الله عبداً، أذن له في عمل من أعمال البر، فهذه ثمرة الرحمة، وتلك ثمرة المحبة.
((ورأيت رجلاً من أمتي قد هوت صحيفته من قبل شماله، فجاءه خوفه من الله، فأخذ صحيفته، فجعلها في يمينه)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فأعظم الأهوال في القيامة في ثلاث مواطن: عند تطاير الصحف، وعند الميزان، وعند الصراط، وذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه: أنه قال:
((لا يذكر أحدٌ أحداً في هذه المواطن)).