كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

من تلك الدار، ولكنها نبتت ونشأت من أرض هذه ذهبها وفضتها، وجواهرها، ومياهها، وثمارها، ورياحينها، وطيبها، وألوانها، ونعيمها، وحياة هذه في الروح المركب في هذا القالب الذي هو من اللحم والدم، والعظم والعصب، والعروق والشهوة، واللذة في هذا القالب.
واصل الشهوة من الفرج، وأصل اللذة من الذهن، وأصل القالب من التراب، والحياة مسكنها في الروح، والروح مسكنه في الدماغ، ثم هو متفشٍّ في جميع الجسد، وأصله معلق في الوتين عرق القلب مشدود هناك، وذلك العرق نياط القلب، والنفس مسكنها في البطن، وهي متفشية في جميع الجسد، وأصلها مشدود بهذا العرق، والشهوات في النفس، واللذة منها، وعملها في الذهن، فهذه الزينة والحياة التي في النفس تستعمل هذا القالب، فما كان من عمل العين، خرج إلى العين، وما كان من عمل السمع، خرج إلى السمع، وما كان من عمل المنطق، خرج إلى اللسان، وما كان من عمل اليد، خرج إلى اليد، وما كان من عمل الرجل، خرج إلى الرجل، وما كان من عمل البطن، خرج إلى البطن، وما كان من عمل الفرج، خرج إلى الفرج.
ومخرج هذه الأعمال أعمال الجوارح السبع؛ من الفرح الذي في

الصفحة 493