كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

قال أبو عبد الله:
فإذا نظر إلى عبد بالرحمة، وقلبه مأسور في إسار النفس، أمده من عنده، ثم إذا صار إليه المدد، تاب، وتاب الله عليه، ومن توبة الله على العبد: إقباله عليه، فإذا أقبل عليه، تلظت جمرة الإيمان في القلب، فتوردت أشجار الخيرات وأينعت، كما تتورد بساتين الدنيا وتينع أشجارها إذا ظهر الحر، فإذا وجد القلب هذه القوة، أقبل على النفس بالزجر لها بسلطان قوي حتى يقمعها؛ بمنزلة ما ضربنا له المثل بدءاً: أن هذا الخارجي إذا سمع أن جيش أمير المؤمنين قد أقبلوا، هرب من الكورة، وتخلى عنها، وخرج الأمير من السجن، وقعد في إمرته، واحتوشته الجنود، وفرق الأموال والكنوز التي جاءته من أمير المؤمنين في جنده، وقصد الخارجي يحاربه.

الصفحة 498