كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

تموت في سجن القلب غماً، وإما أن تلقي بيديها سلماً، فتذعن للقلب، وتنقاد له، وتصير في يدي القلب كالأسير، وحتى إذا وجدت تلك اللذات التي وردت على القلب من الملكوت من تلك العطايا، اعتصمت بالقلب، وتركت لذاتها الفانية الدنيئة، فعندها وصل العبد إلى أوائل العبودة.
ثم للعبودة شأن أعظم من هذا، فوضع في هذا القالب الحياة، والحياة في الروح والنفس، وهما ريحان: إحداهما أرضية، والأخرى سماوية، ووضع في هذا القالب.
الرحمة في موضع، والرأفة في موضع، والعلم في موضع، والفهم في موضع، والحفظ في موضع، والعقل في موضع، والشهوة في موضع، واللذة في موضع، والقوة في موضع، والفرح في موضع، والحزن في موضع، والرضا في موضع، والسخط في موضع، والغضب في موضع، والحياء في موضع، والهوى في موضع، والحب في موضع، والبغض في موضع، والنور في موضع، والظلمة في موضع، والكبر في موضع، والعظمة في موضع، والفقر في موضع، والغنى في موضع، والسلطان في موضع، والعجلة في موضع، والسكينة في موضع، والحاجة في موضع، والوقار في موضع، والتؤدة في موضع، والأناة في موضع.
فهذه الأشياء لا تدرك إلا بالاسم، ولا تأخذها الحواس، ولكن

الصفحة 500