كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

يعرف بمعاملتهن، فتمتاز هذه الأشياء كل شيء بعمله الذي يظهر منه، فيعرف بالأسماء التي سميت بها، ووضع فيه الذهن وهو متفشٍّ في جميع الجسد، ومعدنه في الصدر، وهو أزكى شيء في الجسد، وأحده، وأدركه للأشياء.
فبالذهن يدرك عمل هذه الأشياء التي وصفنا، وماذا تعمل الحياة؟ وماذا تعمل الرأفة؟ وماذا تعمل الرحمة؟ وماذا يعمل العلم؟ وماذا يعمل الحفظ؟ وماذا تعمل القوة؟ وماذا يعمل الفرح؟
فهي كلها غائبة عن حواسك، لا تنالها بلمس يد، ولا ببصر عين، ولا بمذاقة طعم، ولا بشم أنف، ولا بسماع أذن، وأصل هذه التي فيك كلها من عند رب العالمين، فأعطاك الحياة من حياته، والرحمة من رحمته، والرأفة من رأفته، والعلم من علمه، وكل شيء من هذه الأشياء هو عنده، فالتي فيك هي كلها مخلوقة، وكل شيء من هذه الأشياء التي هي ممدوحة، والتي تليق به أبرزها صفة لنفسه، وهي أنوار:
نورٌ منها للحياة، ونورٌ منها للرحمة، ونورٌ للرأفة، ونورٌ للفرح، ونورٌ للرضا، ونورٌ للكبر، ونورٌ للعظمة، ونورٌ للمحبة، ونورٌ للسلطان، ونورٌ للغنى، ونورٌ للصبر.

الصفحة 501