كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

فهي كلها أنوار، كل نور صار ملكاً على حدته، ومن كل ملك منه خرج ذلك الشيء الذي ظهر في الخلق، وذلك كله خرج من ملكه الأعظم، ومن ملك الملك من باب القدرة من الوحدانية، فهو واحد فرد أحد، تفرد عن الصفات، وتوحد عنها.
فالصفات أبرزها للعباد، ليجري من تلك الأنوار إلى العباد ما يظهر على أجسادهم، وعلى دنياهم، من خلق الليل والنهار، والشمس والقمر والنجوم، والرياح والسحاب والمياه، ما في السماء والأرض، فإنما جرى خلق هذه الأشياء المخلوقات من تلك الأنوار، ثم كشف الغطاء عن قلوب الأنبياء والأولياء والأصفياء بأنوار الصفات حتى عاينوا بعيون الأفئدة في تلك الصدور آثار صنعه في جميع الأشياء؛ في كل نملة وذرة وبعوضة وحمامة، وفيما جل من خلقه؛ من الفيلة والعقبان والأسدان والتنين، وفي كل شيء نجم من الأرض، فنبت في ألوانها وطعومها، ومقاديرها، وحرها وبردها، وهيئاتها، ومنافعها، ثم صير لتلك الأنوار التي هي الصفات أسماء بحروف مؤلفة، فيكون اسم تلك الصفة؛ لتدور الألسنة بذلك، كي

الصفحة 502