كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

إذا أشرقت الصفات على قلوب الأولياء والأصفياء، ودارت ألسنتهم بتلك الحروف نطقاً من تلك الصدور المشرقة فيها تلك الأنوار، حتى تخرج من ألسنتهم في الأرض غائبة عن العيون.
فإذا دخلت أبواب السماء، انتشرت أنوار دوران تلك الألسنة، فصارت كالبروق الخاطفة تأخذ سماءً سماء، فتملأ السماوات نوراً إلى العرش حتى تغمض الملائكة عيونها في صفوفها حياءً مما قالوا يوم الخصام، حيث قال تعالى: {إني جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}، وأبرزوا أفعالهم، فقالوا: {ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون}.
ليظهر بتلك الأنوار في السماوات العلا ما علم الله في الغيب منهم؛ ليباهي بما يخرج من ألسنتهم وأفواههم من النور الذي جرى من معدنه في ملائكته، ويريهم فضل تلك الأنوار على سائر الأنوار، ويريهم أن هذه الأنوار خرجت من قالب التراب من بين الشهوات والهوى، والتي خرجت منكم من أجوافٍ نورانية ليس فيها هوًى ولا شهوات ولا وسوسة عدوٍّ، فهناك يعلمون حب الله تعالى لهذا الآدمي وكرامته له، فكل ناطق إنما

الصفحة 503