كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
بين العباد وبين الجنة، حتى تضرب الجسور، وتهيأ القناطر، فعندها يستبين الصراط، وهو الطريق لأهلها، فالخلق كلهم على شفير النار وقوف، هائبين لها، فوجل العباد يجعل لهم السبيل ليقطعوها؛ لأن الخشية ثوابها المغفرة.
وقد قال في تنزيله: {إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ}.
فالمغفرة: نورها ساطع، وهو نور الرأفة، فإذا جاءت الرأفة، وجد العبد قلباً، وذهبت الحيرة، وتشجعت النفس ومضت.
((ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار، فجاءته دموعه التي بكى من خشية الله في الدنيا، فاستخرجته من النار)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فهذا عبد استوجب النار بعمله، فأدركته رحمة الله ببكائه من الخشية، فأنقذته؛ لأن دمعة الخشية تطفئ بحوراً من النار.
((ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة، فجاءه حسن ظنه بالله، فسكن رعدته، ومضى)).