كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

قال أبو عبد الله رحمه الله:
فحسن الظن من المعرفة بالله، [و] عظم أمل العبد ورجاؤه لربه من المعرفة، فلم يضيع الله معرفة العبد؛ لأنه هو الذي من عليه بها، فلم يرتجع في منه، ووفى له؛ بأن أعطاه حسن الظن به في الدنيا من تلك المعرفة الممنونة بها عليه، ثم حقق ظنه في ذلك الموقف؛ أي: كما عرفتني، ثم ظننت من معرفتك بي أني أنجيتك، فلك النجاة، والأمان، فسكن رعدته.
((ورأيت رجلاً من أمتي يزحف أحياناً، ويحبو أحياناً، ويتعلق أحياناً، فجاءته صلاته علي، فأخذت بيده، وأقامته، ومضى على الصراط)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم من العبد بنوة لأبيه، يريد أن يري أباه مقام الولد للأب، ولذلك أمر الله العباد أن يصلوا عليه، فذاك حق الرسول -عليه الصلاة والسلام-، يقضونها بمنزلة الأولاد يقضون حق آبائهم، فإذا كان الولد هكذا، فمن شأن الوالد أن يأخذ بيد الولد في وقت عثراته؛ بمنزلة الطفل الذي إذا مشى، فعثر في مشيته، عجل إليه أبوه، وتبادر حتى يأخذ بيده، فيقيمه، فصارت صلوات العباد للرسول عليه السلام

الصفحة 53