كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
بمنزلة ذلك الأب العطوف الذي كلما عثر الولد، بادر بعطفه، فأخذ بيده فأقامه.
((ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة، فغلقت الأبواب دونه، فجاءته شهادة: أن لا إله إلا الله، ففتحت له الأبواب، فأدخلته الجنة)).
قال أبو عبد الله رحمه الله:
فهذه كلمة جعلت مفتاحاً لأبواب الجنة، وإنما غلقت دون هذا العبد، كأنه جاء بمفتاح ليس له أسنان، وقد نجد في دار الدنيا أن يجيء الرجل بمفتاح الباب، وقد ضاع بعض أسنانه، فلا يزال يردده، ويحركه، حتى يفتحه، فإذا لم يكن بيده مفتاح، لم يفتح، فهذا عبد قد ضيع الأسنان، فأغاثه الله بما جاء به.
وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن المؤمنين يدعون من أبواب الجنة، وإن أبوابها مقسومةٌ على أعمال البر، فبابٌ للصلاة، وبابٌ للصيام، وبابٌ للصدقة، وبابٌ للحج، وبابٌ للجهاد، وبابٌ للأرحام، وبابٌ لمظالم العباد، وهو أخيرها)).
فهذه سبعة أبواب مقسومة على أعمال العباد.
وكذلك أبواب النيران مقسومة على أعمال أهلها، {لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسومٌ}.