كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)

((حبب إلي الصلاة، قيل لي: خذ منها ما شئت))، ((وإن الله جعل قرة عيني في الصلاة)).
فأثقال الأسرار: مطوية عن الخلق أجمعين، إلا عن أهل خدمة الله، الذين أدرجهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، وجعلهم قرة عينه، فسار بهم على طريقه، وجعل سقياهم من مشربه، ومرعاهم من ملك الملك بين يديه على مائدته، تلك ضيافة محمد صلى الله عليه وسلم لقرات عينه في عرش الله، وهو بدء الربوبية، وبدء التدبير، وذلك حكم الله.
ولا يعدل السمات حشوها في الأثقال العلا، والأسماء الحسنى، فتلك حكمة الخلق، فالحق موكل بهذه، والرحمة العظمى منهضة بذلك، فصار هذا القلب كسفينة موقرة من كنوز المعرفة، مشحونة بعلم الله، محفوفة بآلاء الله، تجري في بحر غيب الله، وهو بحر الذكر، الذي من شرب منه شربة، نسي نفسه، ولم يلتفت إليها إلى يوم اللقاء.

الصفحة 60