كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
((فإذا خمرته، فهو خمرٌ))! يعني: إذا تركته نيئاً على هيئته التي خرج، فلم يأخذ قوته بالنار، فشربته، خالطت القوة التي فيها قوة العدو الذي أعطي؛ لأنه موكل بما أعطي بهذه الأشربة، فإذا تركتها بقوتها، جاء العدو بما نبذه، فخلطها به، ثم وجد السبيل إلى المعدة بنصيبه، فإذا دخل الجوف، خمر القلب؛ أي: غطاه، وحال بين القلب والعقل؛ لأن العقل في الرأس، وشعاعه في الصدر.
فالتدبير للعقل مع القلب في الصدر؛ لأن عيني الفؤاد في الصدر، وشعاع العقل يشرق في الصدر، فبذلك الإشراق يهتدي القلب لما حسن من شأن وما قبح، وإنما نزل القرآن بتحريم الخمر.
فالخمر: اسم فيه صفة الفعل الذي يظهر منه الفساد؛ لأنه يخمر الفؤاد؛ أي: يغطيه، ويحول بينه وبين شعاع القلب، فكل شراب كانت فيه هذه الصفة، فقد لزمه اسم الخمر، ولزمه التحريم.
ولذلك قال عمر: الخمر ما خامر العقل.