كتاب نوادر الأصول - النسخة المسندة ط النوادر (اسم الجزء: 6)
والروح سماوية، والنفس أرضية، والروح عادتها الطاعة، والنفس عادتها الشهوات.
فإذا ضم شفتيه، اعتصرت الروح في مسكنها، فإذا قصد لإرسالها، خرجت على شفتيه مع البرد، فذلك النفث، وإذا فتح فاه، اعتصرت النفس، فإذا أرسلت، خرجت ريح حارة، فإنما جاء الخبر بالنفث؛ لأن الروح أسرع نهوضاً إلى نور تلك الكلمات إذا تلاها العبد، وأوفر حملاً من النفس، والنفس ثقيلة بطيئة عاجزة، فأدى الروح إلى الكفين بذلك النفث ريحاً قد باشرت أنوار الصدق التي أثارتها تلك الكلمات، واستقبلتها بما جاء به من المزيد، فإن في كل كلمة منها نور [اً]، وفي كل حرف من تلك الكلمة نوراً، فإذا صار الريح إلى الكفين بالنفث، مسح بهما وجهه، وما أقبل من جسده؛ لأن الحق للوجه؛ لأن الصورة منها، ثم الحق بعد ذلك لما أقبل من جسده؛ لأن قبالة المؤمن حيث ما كان فهو لقبالة الله، وكذلك قلبه في الباطن، فالحق له في النفث أن يبدأ بالوجه، وبما أقبل من جسده، وتفاوت النفثات من أهلها على قدر نور قلوبهم، وعلمهم بتلك الكلمات، فإذا فعل ذلك بجسده
الصفحة 9
512