كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 6)

583/ 17630 - "لَمَّا خَلَقَ اللهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الْجِبَال فَألْقَاهَا عَلَيهَا فَاسْتَقَرَّتْ، فَعَجِبت الْمَلائِكَةُ مِنْ خَلْقِ الْجِبَالِ، فَقَالتْ: يَا رَبِّ هَلْ فِي خَلْقكَ شَيْءٌ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ؟ قَال: نَعَمْ، الْحَدِيدُ، قَالتْ. يَا رَبِّ فَهَلْ فِي خَلْقِكَ شَيْءٌ أشَدَّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَال: نَعَمْ النَّارُ، قَالتْ: يَا رَبِّ فَهَلْ فِي خَلْقِكَ شَيءٌ أَشَدُّ مِنَ الْنَّار؟ قَال: نَعَمْ الْمَاءُ، قَالتْ: يَا رَبِّ فَهَلْ فِي خَلْقِكَ شىْءٌ أشَدُّ مِنَ الْمَاءِ؟ قال: نَعَمْ الرِّيحُ، قَالتْ: يَا رَبِّ فَهَلْ فِي خَلْقِكَ شَيْءٌ أشَدُّ مِنَ الرِّيح؟ قَال نَعَمْ ابْنُ آدَم تَصَدَّقَ بِيَمِينِهِ ويخْفِيهَا مِن شِمَالِهِ".
حم، وعبد بن حميد، ت غريب، ع، هب، وأبو الشيخ في العظمة، ض عن أَنس (¬1).
584/ 17631 - "لَمَّا صَوَّرَ اللهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللهُ "أَنْ يَتْرُكَهُ فَجَعَلَ إِبْلِيس يُطِيفُ بِهِ، يَنْظُر إِلَيه، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عرَفَ أَنَّهُ خَلْقٌ لَا يَتَمَالك".
¬__________
= راكبًا على حمار، فقال: أذهب فأستعدى على جعفر بن الزبير، وضع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعمائة حديث.
وقال ابن معين: ليس بثقة، وقال البخاري: تركوه، وقال ابن عدي: الضعف على حديثه بين، وقال يحيى القطان: لو شئت أن أكتب عنه ألفًا كتبت عنه؛ كان يروى عن سعيد بن المسيب أربعين حديثًا.
ثم ساق له عدة مناكير اهـ بتصرف يسير.
(¬1) الحديث في مسند الإمام أحمد (مسند أنس) جـ 3 ص 124 قال: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لما خلق الله -عزَّ وجلَّ- الأرض ... الحديث".
والحديث في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (في كتاب التفسير) جـ 9 ص 307، 308 و 3428 قال: حدثنا محمد بن بشار، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما خلق الله الأرض جعلت تميد".
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه.
قال المحقق: (جعلت تميد) - بالدال المهملة - أي: شرعت تميل وتتحرك وتضطرب شديدة ولا تستقر.
ثم أضاف المحقق قائلًا: وحديث أنس بن مالك في الباب الثاني يتعلق بقوله -تعالى-: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} اهـ.

الصفحة 806