كتاب الإبانة الكبرى لابن بطة (اسم الجزء: 6)

221 - حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَنْبَلٌ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، يَقُولُ: " كَانَ فِيمَا احْتَجَجْتُ عَلَيْهِمْ يَوْمَئِذٍ، قُلْتُ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: 54]، §فَفَرَّقَ بَيْنَ الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ قَالُوا لِي: أَلَيْسَ كُلُّ مَا دُونَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ؟ قُلْتُ لَهُمْ: مَا دُونَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ، فَأَمَّا الْقُرْآنُ فَكَلَامُهُ وَلَيْسَ بِمَخْلُوقٍ "، فَقَالَ لِي شُعَيْبٌ: قَالَ اللَّهُ: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا} [الزخرف: 3]، أَفَلَيْسَ كُلُّ مَجْعُولٍ مَخْلُوقًا؟ قُلْتُ: " فَقَدْ قَالَ اللَّهُ {فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا} [الأنبياء: 58]-[31]- خَلَقَهُمْ {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفً مَأْكُولٍ} [الفيل: 5] فَخَلَقَهُمْ، أَفْكُلُّ مَجْعُولٍ مَخْلُوقٌ؟ كَيْفَ يَكُونُ مَخْلُوقًا وَقَدْ كَانَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُ؟ قَالَ: فَأَمْسَكَ. وَقَالَ {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40]، فَقُلْتُ لَهُمْ حِينَئِذٍ: الْخَلْقُ غَيْرُ الْأَمْرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]، فَأَمْرُهُ وَكَلَامُهُ وَاسْتِطَاعَتُهُ لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، فَلَا تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، قَدْ نُهِينَا عَنْ هَذَا "

الصفحة 30