كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

الفصل الحادى عشر
حركة المناداة بتقييد تعدد الزوجات
قامت أخيرا صيحات فى العالم الإسلامى تنادى بمنع تعدد الزوجات أو تضييق
حدوفىه، وكان أول من نادى به فى مصر تحت شعار " تنظيم تعدد الزوجالتط"
الشيخ محمد عبده، وذللث فى تقرير قدمه لوزير الحقانية " العدل " سنة 899 1 م،
وفى مقال نشره بالوقائع المصرية بتاريخ 8 من ربيع الاخر سنة 298 ا هـ، ونشر
رشيد رضا فى مجلة " المنار " مجلد 28، جا بتاريخ 3 من مارس 927 1 م، فتوى
للشيخ محمد عبده، جاء فيها: وبالجملة يجوز الح! ص على الأ زواج عموما أ ن
يتزوجوا غير واحدة إلا لضرورة تثبت لدى القاضى، كمرف! الزوجة أو طلب
النسل، ولا مانع من ذللث فى الدين ألبتة (1).
وقال رشيد رضا فى تفسيره المنار " ج 4، ص 363 " فى سورة النساء: أما منع
تعدد الزوجات إذا كثر ضرره وكثرت مفاسده، وثبت عند أولى الأ مر أن الجمهور
لا يعدل فيه لعدم الحاجة إلى التعدد بله الضرورد، فقد يمكن أن يوجد له وجه فى
الشريعة الإسلامية السمحة، وإذا كانت هناك حكومة إسلامية فإن للإمام أن يمنع
المباح الذى تترتب عليه مفسدة (2). وبرأى محمد عبده نادى قاسم أمين.
وفى سنة 928 1 م، وضع مشرع قانون أقره العلماء نص فى مادته الأولى
على أنه لا يجوز لمتزوج أن يعقد زواجه بأخرى، ولا لأحد أن يتولى عقد هذا
الزواج إلا بإذن من القاضى، ولا يأذن القاضى بزواج متزوج إلا بعد التحرى والتحقق
من أن سلو! ه وأحوال معيشته يؤمن معها قيامه بحسن المعاشرة، والإنفاق على
أكثر ممن فى عصمته ومن تجب عليه نفقتهم من أصوله وفروعه. ولكن صدر
القانون رقم 25 لسنة 929 1 م، خاليا منه. وكذلك وضع مشروع سنة 945 أم،
على هذا الا ساس.
__________
(1) مقارنات على منصور، ص 183.
(2) المرجع نفسه.
126

الصفحة 126