كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

على أننا لو حددنا محذه الا! سباب وأرجعناها إلى أصولها الأولى لوجدنا أنها
تنبثة! عن علة! برى، ولا يمكن علاجها إلا باستئصالها.
فما من شك أن هذه المشكلة لم تنشأ فى بلادنا الإسلامية إلا بعد أ ن
ضعف سملطان الدين على النفوس!، وانتشرت على أثره سموم التعاليم الخاصئة
التى عكمست فى أنظار الناس صور الحياة، فاختلط عليهم الخير بالشر. أما قبل
ذلك فلم نسمع أن بلادنا الإسلامية أصيبت بمثل هذه المحنة، فإن الدين كان
يهيمن على نفوس الناس، عارفين تماما أنه جاء لمصلحتهم، فساروا على نهجه،
واستقاموا على طريقته، فلم يقعوا فيما يشكو منه الناس الان، الذ ين نظروا إلى
الزواج كأنه شركة تجارية يستغل فيها كل من الطرفين ما عند الاخر، وفهموا أ ن
المهور هى أ ثمان تدفع للنساء أو أوليائهن، فاشتطوا فيها، وساوموا عليها، وأن
الجهاز وما يتبعه عنوان لقيمة المرأة، فصرفوا همهم إليه. وأنى لمتوسط الحال أ ن
يضع عنقه فى هذه الا غلال.
ولو نظرنا إلى تلك العلل والا سباب التى ولدت الا زمة لو-طنا أنها تتصل
بأحوال اقتصادية أو خلقية أو نفسية أو أحوال مدنية عامة، وسأتناول توضتى
هذه ا ا! مور مهتديا بما سار عليه الشيخ ((حسين سامى بدوى " فى بحثه الذى
نشره بمجلة الإسلام (1) فأقول:
الأسباب الاقتصادية:
لكل من الرجل والمرأة نصيب فى الا! سباب الاقتصادية التى نتجت عنها
أزمة الزواج، ونصيب المرأة أو وليها يظهر فيما يلى:
(أ) التعسف فئ تقدير المهر وما يتبعه مما يسمى بالشبكة، والهدايا
الأ خرئ.
(ب) نفقات حفل الخطوبة والعقد والزفاف.
(!) إعداد الجهاز للعروس.
__________
(1) المجلد الرابع، عد د 7.
13

الصفحة 13