كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
شفاء العى السؤال " رواه البغوى فى باب العلم. وقال عيئقى " اتقوا الحديث على إلا
ما علمتم، فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال فى القرآن
برأيه فليتبوأ مقعده من النار" رواه الترمذى عن ابن عباس. قال ابن عطية: ومعنى
هذا أن يسأل الرجل عن معنى فر، كتاب الله عز وجل، فيتعسور عليه برأيه دون نظر
فيما قال العلماء، واقتضته قوانين العلم كالنحو والا! مححول، وليس يدخل فى هذا
الحديث أن يفصر اللغويون لغته، والنحويون نحوه، والفقهاء معانيه، ويقول كل
واحد باجتهاده المبنى على قوانين علم ونظر، فإن القائل على هذه الصفة ليس
قائلا بمجرد رأيه " تفسير القرطبى، ج أ ص 32 " 0 2
إن مبدأ التخصص مبدأ معترف به فى كل الأ وساط، وذلك من أجك إتقان
العمل وتجنب الزلل، فلا ينبغى لخبير الطب أن يبحث خصائصالمسائل
الهندسية، ولا للمثقف العسطحئ أن يغوص فى المسائل الطبية، ولا للجاهل
بقواعد اللغة وأصول الفقه أن يستنبط من نصوص الدين البليغة الدقيقة المعجزة
مسائل يؤيد بها رأيه الشخصى ودعوته المنحرفة.
لقد حدث أن بعض المتحمسين من الا! طباء حكم بتحريم تعدد الزو جات،
معستدلا بدليل بعيد عن تخصصه، فلو أنه بين ما يترتب عليه من ضرر بالجسم
أو العقل مثالأ لقلنا: له وجهة نظر، لكنه استدل بالقران مؤولا له على ما يريد، إنه
استدل باستحالة العدل المضروط لجواز التعدد على منعه، وذلك بمقابلة النصين
بعضهما مع بعض " فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة. . "، ((ولن تستطيعوا أن تعدلوا
بين النساء ولو حرصتم " وقد سبة! بيان المعنى الصحيح لهاتين الآيتين، ذلك المعنى
الذئ لم يغب أبدا على فطاحك العلم من سلفنا الصالح، الذين تركوا وراءهم
ذخيرة ضخمة من! الثقافة الإسلامية الا! صيلة.
هل ياقبل هذا الطبيب أن يتعرضر عالم دينى للبحث فى الغدد ونشاطها
واثارما، والقلب وأمراضه، والمخ وجراحته مثلا، لمجرد أنه قرأ معارف عامة عن
ذلك؟ فلماذا يعيبون + على العلماء وقفتهم الصامدة لتصحيح آراء المنحرفين وهم
137