كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

أهل الاختصاص فى هذا الفن؟ إدن الدين إذا كان للجميع، كما يرددون هذه
الكلمة دون فهم صحيح لها، فليس معناه أنه حمى مستباح، بل المقصود أدن
الجميع لهم الحرية فى ممارسة نشاطهم الدينى بأداء الواجبات والبعد عن المحرمات،
وفى تعلم علومه والتزود منه، وفى ا لانقطاع لدراسته حتى يصل إلى درجة
العلماء الذ ين يحق لهم الاجتهاد والاستنباط، وليس معنى هذا الشعار " الدين
! ميع " أدن الجميع لهم أن يفتوا ويشرعوا بغير علم واستعداد منهجى، وهل إذا
عرف التلميذ ما يدودن على غلاف كراسته من ايلإرشادات الصحية يحق له أ ن
يتحدث فى الطب كما يتحدث المتخصص، أو يمارس هذه المهنة كما يمارس
الأطبإء؟
إن الأ حكام الواضحة الميصرة التى هى أصول التدين، وزخر بها القرالن
والأ حاديث النبوية الصحيحة يجب الإلتزام بها، ويجب عاى ثل مسلم أ ن
حرص لجها، كما يوجب الأ طباء على جميع الناس التزود بالثقافة الصحية
والمحاففة علئ مبادئها العامة المعروفة، أما الأ حكام الدقيقة فهى كالعمليات
الجراحية الدقيقة، لئها مختصودن.
إننى لا! عجب من ثورة الا! طباء على إطلاق لقب " دكتور " على الصيدلى،
ومن ثورة المئهندسين على إطلاق لقمب ((مهندس " على المتخرجين فى كليات غيم!
الئهندسة، معلل! ت ثورتيكم بقدسية هذا النوع من التعليم، وقصو ر غيره عن التأهيل
لحمل هذا اللقب، أعجب من هؤلأ كيف يجرءون على انتحالط لقب ((فقيه"
ويبيحون الفتوى لكل من هب ودب؟ مل هالن الدين فى نظرهم لهذه الدرجة؟ إنه
معاملة مع الله لها خطورتها وقدسيتها، فودتى خطورة المعاملة البشرية بالطب
والهندسة والعلوم الأ خرى، ودعواهم أن الدين ليس فيه احتكار دعوى منقولة عن
الغرب عند ثورته على " رجال الدين " الجامدين، الذ ين كانوا يشرعون بعقولهم
و! هو ائهم ما يخالف مقررات الدين الصحيح، ومقررات العلم الذى هو سنة من
سهت الئه ال! ص نية الثابتة، وهذه الظاهرة ليمست فى الإسلام أبدا، فالتشريع دله
138

الصفحة 138