كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
ومسلم عن عائشة، قالت: كنت أغار من اللائى وهبن أنفصهن لرسول الله كل! ف،
وأ! ول!: أما تصتحى المرأة أن تهب نفسها؟ فلما أنزل الله: (توجي من تشاء
منهن. . .!، قلت: ما أرى ربك إلا يسارع! ما كلو اك (1).
وبهذه المناسبة قال العلماء: هل تخيير النبى كل! ص! لنسائه كان بين إمتاعهن
بالدنيا وبين اختيار الاخرة، أو بين طلاقهن وبين المقام معه؟ رأيان فى الموضوع،
والتخيير نزل بعد انتهاء مدة اعتزالهن، وهى شهر، وسبب الاعتزال مختلف فيه،
ويجوز أن تكون الا! سباب كلها سببا له، وإن كان الأ ليق أن يكون السبب هو
طلب النفقذ.
وقال المفسرون فى قوله تعالى:! توجي من تضاء منهن. . .!: إن الله أحل
له أن يتصرف فيمن تحت يده كما يشاء، بين الإمساك والمفارقة، والإرجاء يفسر
بمعنى تأخير من تشاء أنت منهن ألا تعيش معك، وأن تؤوى أى تمسك من تشاء
أنت منهن أن تعيعث! معك، وقيل: المراد من تشاء هى أن تعيش معك أو لا
تعيش، وهذأ يعطى لهن الاختيار لتكون الحياة معه بمحض إرادتهن لا إكراه لهن
فيها، فلكل منهن أن تختار ما تشاء من الأ مرين، وليس فى ذلك حزن لواحدة إذا
عاشت معه على رقة حاله، مادام ذلك باختيارها، فإذا اختارته كان ذلك دليل
الحب والتقدير لمنزلته عند الله، وهذا الشعور يصرفهن عن الاهتمام بعرض الدنيا،
فإن أى شىء، ولو كان يسيرا، يأخذنه من النفقة مع هذا الشعور له قيمته، ولا
يكون له تأثير سيئ على نفوسهن، فجانب الكمال الاخر أقوى، وهذا الرضا
شىء كامن فى النفس، ويمكن لمن عندها إيمان قوى أن تجعل العيش مع النبى كل! ف
فى حالة زهده ورقة عيشه فيه رضا وسعادة، والله مطلع على ما فى القلوب من
شعور، ويعطى القناعة للخيرات من النساء، ومن تمام كرمه وحلمه أن يغفر بعضر
الزلا ت التى تنشأ من طبيعة النفس البشرية الحريصة على متعة الحياة.
وطن لاختيارهن الحياة ء الرسول! ص! يهء على رقة حاله تقدير كبير عند الله،
__________
(1) حسن الأ سوة.
148