كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

ويرد على هذا بأن حديث أنس كان فى معرض القوة الخارقة العجيبة، لا فى
مقام الذم له باللهو بالنساء، والتوفيق بين واجب الدعوة الضخم والواجب العائلى
يدذ!! رف وكمال في كللات لى يتح لغيره.
و مع ذلك فالحديث ليس فيه نص على أن دورانه على جميع نسائه كان
جما، بل إن الواقع العادى لا يصدقه، وذلك لعدم كفاية الساعة الواحدة
للمرور على إحدى عشرة امرأة، وبخاصة أنه ندبنا إلى الغسل من كل جماع،
فكيف يتوفر له الوقت لذلك، مع ما علم عنه من حرصه الشديد على قيام
ساعات طويلة من الليل، وكذلك هذا العمل غير مقبول شرعا، فأين القسما
الذى خصص به ليلة لكل زوجة، وكيف يعطى غير صاحبة النوبة من نوبتها؟
وإذا قيل: إنه إن دخل على واحدة فى غير نوبتها دخل على الجميع حتى
يتساوين فى ذلك فأنا أرجح أن مثل هذا العمل لم يحصل من النبى إلا نادرا،
فهناك من الشواغل الدينية ما لا يساعده على ذلك، وهذا الجهد الجبار يحتات
إلئ قوة بدنية أساسها شهى الطعام وراحة الجسم وفراغ البال، وهل توفر للنبى عديهور
صل هذا أو نجعضه؟ اللهم إلا إذا كان ذلك نفحة قوية من الله منحه إياها، وللأنبياء
مزيد فضل من ربهم على كبههم من الناس، فإن سليمان حلف أن يطوف على
نسائه فا ليلة واحدة، وهو طواف جماع بدون شك، وذلك لتأتى كل منهن
بفارس يجاهد فى سبيل الله، كما رواه البخارى، وكان له ألف من النساء ما بين
زوجة وسرية كما سبهت ذكره.
وقيل: إن إبراهيم عليه السلام، كان على كبر سنه يزور هاجر من الشام إلى
مكة على البراف كل يوم، شغفا بها وقلة صبر عنها، كما ذكره ابن سعد بن
إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه.
(د) روى أن النبى عديهت شكا إلى جبريل ضعف الوقاع، فدله على
الهريسة (1)، وهذا يدل على أن النبى كان شهوانيا مهتما بتحسن حالته اجنسية.
__________
(1) المواهب اللدنية (1/ 275).
154

الصفحة 154