كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

ويرفى على ذلك بأن الحديث باطل، صرح الحافظ ابن ناصر، الدين فى جزء له
سماه: " رفع الدسيسة بوضع حديث الهريسة " بأنبما موضوع، وقد تقدم تفصيل
ذلك فى الجزء الثالث.
وبعد مناقشة الاثار الواردة وبيان قيمتها العلمية أو معناها الصحيح، لنا
بحض الأ دلة العقلية على نفى الشهوانية المذمومة عن النبى! لى، منها ما يأتى: 3
1 - كان النبى - صلى الله عليه وسلم - عفيفا وهو شاب، مع وجاهته ويسر الاتصال به،
فكيف يكون بعد الرسالة شهوانيا وهو فى شبابه بهذه العفة؟
2 - لقد طلبته خديجة للزواج، ولم يتقدم هو إليها، مع أنه عمل لها
طويلا وهو قريب منها ليس بينهما حجاب كثيف؟ فكيف يصبر الشهوانى على
نفسه، ولا يبادر لا! ول وهلة بطلب خديجة لنفسه، إنها هى التى تقدمت إليه مع
رفضها ل! جار قري! ش راضية بالفقير لصفاته النبيلة، كما أنه لم يتزوجها طمعا فى
مالها بعد الزواج، كما يفعل كثير من شباب اليوم الذى يرضون بالعجائز
لثرائهن، فهو غير وصولى، ولو كان النبى وصوليا فى زواجه منها لما حزن عليها
بعد وفاتها، ومالها كله بين يديه، إنه قدر فيها إيمانها ونبلها وصادق معونتها له
فى الدعوة.
3 - لو كان النبى! ف شهوانيا، وقد ورث مال خديجة، لكان أول تفكيره
بعد موتها هو فى التمتع بالأ بكار كما يشاء، فهن أنتق أرحاما وأعذب أفواها
وأرضى باليسير، كما جاء فى وصيته لا! مته بالتزوج منهن، ومع ذلك لم يتزوج
بكرا إلا عائشة، فقد تزوج سودة وأخريات تقدم بهن السن، وتزوج بعضهن قبله
أكثر من مرة، فهل الشهوانى يعدل بالا! بكار شيئا؟
4 - أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - آلى من زوجاته شهرا، أى حلف ألا يقربهن،
واعتزلهن فى مشربة له، فهل يصبر الشهوانى على البعد عن النساء كل هذه
المدة؟
5 - أنه خير زوجاته بين المقام معه على رقة حاله وبين إمتاعهن وتطليقهن،

الصفحة 155