كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

(ب) فيه بيان لعدم استبداد الرسول، فلم يشأ أن يستولى عليها من
مالكها إلا برضاه، وفى المرة الثانية استعطفه بقوله: " لله أبوك)).
(!) تقديم رسول الله ط! ت المنفعة العامة على المنفعة الخاصة، فأرسل المرأة
للفداء، ولم يتخذها لمتعته.
12 - أن النبى ط! ت لم يصتكثر من السرارى، كما استكثر غيره، ولو كان
شهوانيا لكان فى مقدمة المصتكثرين، فالثابت أنه لم يتسر بأكثر من أربع على
ما سيأتى بيانه، ء أنه رغب فيهن كثيرا تمهيدا للعتق.
3 1 - لم يكن النبى! كامل الحرية فى التزوص! بمن يشاء، بل كان زواجه
بأمر من ربه، فقد روى عبد الملك بن محمد النيسابورى عن أبى سعيد الخدرى،
حديث: " ما تزوجت شيئا سن نسائى، ولا زوجت شيئا من بناتى إلا بوحى
جاءنى به جبريل عن ربى عز وجل " (1).
4 1 - لقد بدأ النبى طلاور زواجه الثانى بدخوله بعائشة فى المدينة، على
بعض الاراء، وكانت سنه أربعا و خمسين، وهل مثل هذه السن تسمح لصاحبها
أن يكون شهوانيا بالمعنى المعروف، إنه لم ينجب من واحدة منهن حتى من
عائشة البكر الصغيرة، أو من صفية التى كانت سنها حوالى ثمانى عشرة سنة،
وهذا دليل، إلى حد ما، على ضعف ناحية الإخصاب، أو قدرة حيواناته المنوية
على التلقيح، وهو بالتالى يدل على عدم الشهوانية، فقد جاء بكل أولاده من
خديجة، وهو فى فترة القوة الجنسية، ولم ينجب بعد ذلك إلا إبراهيم من مارية
القبطية بعد السنة السادسة للهجرة.
هذه بعض الأ دلة التى تدحض شبهة شهوانية الرسول، بالمعنى الذى يصح
أن ي! صن مطعنا على مقامه الشريف، وإذا لم يكن النبى! عه شهوانيا فكيف
نعلل زواجه الكثير؟ الجواب فى الفصل التالى.
__________
(1) الزرثانى على المواهب (3/ 9 1 2).
158

الصفحة 158