كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

2 - كذلك يظهر سوء خدق الفتى فى عدم احترامه للرابطة الزوجية، وفهمه
أن المرأة أمة مستعبدة عنده، فهو يقسو عليها ويعاملها كالخدم، وقد يتركها
وحيدة فى البيت، ويسهر حيث يشاء بين أحضان الصديقات والخليلات.
إن عاقبة هذا الزواج هو الفشل فى أغلب أحواله، والفتاة التى تسمع بمثل
هذه المعاملة وهذا السلوك قد تؤثر أن تبقى بدون زواج حتى يبعث الله لها من
يحترمها، ويؤدى لها حقها كادمية مكرمة.
إن هذه الأ سباب وما يليها من أسباب لأ زمة الزواج لا أعفى منها المسؤلين
فى كل دولة، فهم قادرو ن على سن تشريعات تحمى النشء من الانزلاق فى الرذيلة،
حتى يسارع إلى الزواج المشروع الآمن المستقر، لكن الذى يؤسف له أنهم وضعوا
قوانين تحمى هذا المجون باسم الحرية، وخلت برامج دراساتهم من كل ما يحصن
العقيدة والخلة!، وتغاضت عن كل ما ينشر من كتب ومجلات وما يعرضو من
صور وأفلام. . مما تدهورت معه أخلاق الشباب، بل الناس بوجه عام، وقد تقدم
توضيح ذلك فى بحث الانحراف فى الجزء الرابع من هذه الموسوعة.
الأسباب الحضارية والمدنية:
هذه الأ سباب لئها دخل كبير فى أزمة الزواج، فإن المدنية أوجدت للإنسان
كل مطالبه التى كان يصعب عليه الحصول عليها بدون الزواج، فإعداد طعامه
وشرابه، وتهيئة ملابسه ومسكنه، كل ذلك قام بمجهودات حديثة يسرت
للإنسان الحصول عليه بدرجة من الإتقان لا تتيسر لكثير من نساء اليوم، وأى
خادم يستصع! أن يعد للرجل كل ما يحتاجه من المطالب المادية.
على أن المدنية قد أعدت له أيضا ما يحتاجه من المتع الجنسية، بإباحة
البغاء والترخيص لدور اللهو والملتقيات الجنسية الختلفة، وتيرير الاتصال ما دام
بالرضا، تحقيقا للحرية التى دخلت كل الدساتير الحديثة دون تحديد صحيح لها،
والقوانين لا تتدخل إلا عندما يكون هناك ضرر عام أو اعتداء على حرية الغير،
إذا كانت هناك استغاثة واستعانة بالمسؤلين، وبهذا أصبحت المرأة معروصة مبتذلة
18

الصفحة 18