كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

عائشة التى هيأتها، وأدخلتها على النبى عثيهشر ومعى نسوة، فوالله ما وجدنا عنده
قرى، أى طعاما يقدم للضيف، إلا قدحا من لبن، فشرب ثم ناوله لعائشة،
فاستحيت، فقلت: لا تردى يد رسول الله، خذى منه، فأكأذته على حياء،
فشربت، ثم قال: ناولى صواحبك، فقلن: لا نشتهيه، فقال: " لا تجمعن جوعا
وكذبا "، فقلت: يا رسول الله: إنا إذا قلنا لشىء نشتهيه، لا نشتهيه يعد ذلك
كذبا؟ فقال: " إن الكذب يكتب كذبا، حتى الكذيبة تكتب كذبة " رواه
أحمد (1).
ويلاحظ فى ظروف الزفاف تأثير الحالة الاقتصادية للمهاجرين الذين لم
يمض على هجرتهم إلا أشهر، فإن الرسول عثسة لم يقدم وليمة من عنده، بل
كانت هدية من أحد الأ نصار حعو سعد بن عبادة، وأن الذبح أو النحر لم يكن
مستطاعا للظروف الاقتصادية أولا، مع أنه هو المعتاد عند العرب والذى ندب إليه
الإسلام بعد ذلك، كما يلاحظ أن بيت الرسول لم يكن فيه استعداد لتحية
صصاحبات الحروس إلا قدح من لبن نالت منه العروس ومن معها رشفات، كما
أرجح أن قول النساء: لا نشتهيه، شبما كان لتوفيره للنبى عثهشر وعروسه.
4 - منزلتها عند النبى كللاشه: كانت عائشة أحب نسائه إديه، ومن مظاهر
حبه لها ما يأتى:
(1) كان يدور على نسائه فى طوافه بهن، ثم يختم بها هى.
(2) أمر فاطمة أن تحب عائشة، لأ نه يحبها، وقد سبهت ذلك.
(3) لما نزلت آية التخيير لزوجاته، بدأ بعائشة، فاختارته.
(4) اختار افبى كل! نه الإقامة عندها أيام مرضه، وقد وردت بذلك كله
الأ حاديث الصحيحة.
(5) قام لها، ووضعت خدها على منكبه، حتى تنظر إلى لعب الحبشة
بحرابهم فى المسجد، وأصل الحديث فى الصحيح، ورواه الترمذى وغيره.
__________
(1) شرح الزرقانى على المواهب (3/ 232).
185

الصفحة 185