كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)

ولكن ((توماس كاميانيلا " الإيطالى " 568 1 - 639 1 " الذى هجر الرهبنة
وعمل سياسيا ثوريا فى " نابولى " وسجن وعذب سبعة وعشرين عاما، أراد فى
مدينته الفاضلة التى رسم خحئوطها فى رواية " مدينة الشمس)) أن يكون النظام
الاشتراكى فى جميع الشئون هو السائد، فلا أثر فى مدينته للملكية الفردية ولا
للأسرة بالمعنى الذى نفهمه، فكل شئ فيها شائع عام حتى فى النساء، ولكنه مع
ذلك أراد أن تكون هناك وزارة تشرف على الشئون الجنسية حتى لا تؤدى إلى
الفوضى.
وقد زعما بعض علماء القانون والبحث فى النظم الاجتماعية للشعوب أ ن
نظام الشيوعية الجنسية كان سائدا فى فجر الإنسانية، ولكن استنتاجهم من
دراستهم غير مبنى على أسس سليمة، فالأ ساطير كثيرة حول هذا الموضوع.
تقول الأ ساطير الصينية: إن النساء بعد بدء الخليقة كن مشاعات، يختار
الرجل منهن ما يشاء، ولم يكن الأ بناء يعرفون اباءهم، إلى أن تولى الإمبراطور
" فوهى " العرش فنظم الزواج مع وجود التعدد.
وهناك أسطورة هندية تقول: " باندو " أخبر زوجته " كانتو " أن النساء فى
قديم الزمان كن غير مقيمات فى منازل أزواجهن وغير تابعات للرجال، بل كن
يمتعن أنفسهن ما ايستطعن، حتى جاء الملك " اسفيتاكيو" فوضع نظاما للزواج
والتعدد.
هذا قبل التاريخ كما يقولون. أما منذ فجر التاريخ فيقال: إن هذا الشيوع
كان عند قدماء المصريين إلى عهد " مينا ". كما وجد فى اليونان حتى ألغاه الملك
" سكروبس " أول ملك لأ ثينا (1).
ويستند القائلون بهذا الشيوع فى الأ زمان الأولى إلى نص فى التوراة: لما بدأ
الناس يكثرون على الأ رض ولد لهم بنات كثيرة، إن أبناء الله رأوا بنات الناس
__________
(1) مقارنات على منصور، ص ا 4 1، نقلا عن كتاب " ادوارد وستر مارك " وغيره.
24

الصفحة 24