كتاب موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام (اسم الجزء: 6)
الفصل الثاني
حوادث تاريخية في الطلاق
1 - طلاق عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق لعاتكة:
تزوج عبدالرحمن عات! صة بنت زيد بن عمرو بن نفيل، وكانت من أجمل
نساء قريشر، وشاعرة حسنة الخلق، وكان عبدالرحمن من أحسن الناس وجها،
وأبرهم بوالديه، فلما دخل عليها غلبت على عقله، وأحبها حبا شديدا، شغله
ىن تجارته، قسل إنها شغلته عن الصلاة، فإن أباه مر عليه وهو فى عفية له يناغيها
فى يوم جمعة وأبو بكر متوجه إلى الجامع، ثم رجع وهو يناغيها، فقال: يا عبد الله
أجمعت؟ يعنى أصليت الجمعة؟ فقال: أو صلى الناس؟ قال: نعم، فقال يا بنى إنى
أرى هذه المرأة قد أذهلت رأيك، وغلبت على عقلك، فطلقها، قال: لست أقدر
على ذطث. قال: أقسمت عليك إلا طلقتها. فلم يقدر على مخالفة أبيه، فطلقها.
فجزع عليها جزعا شديدا، وامتنع عن الطعام والشراب، فقيل لأبى بكر:
أهل! ت عبد الرحمن. فمر به يوما، وعبد الرحمن لا يراه، وهو مضطجع فى
الشم! ر ويقول:
أعاتك ما أنساك ما ذر شارق وما ناح قمرى الحمام المطوق
فلم أر مثلى طلق اليوم مثلها ولا مثلفا فى غير شىء يطلق
لها خلق ع! ودين ومحتد وخلق سوى فى الحياء وهنطق
وجاء قبل هذه الأ بيات أبيات أخرى فى بعض الروايات هى:
أعاتك قلبى كل يوم وليلة لديك بما تخفى النفوس معلق
لها خلق جزل ورأى ومنطق وخلق مصون فى حياء ومصدق
376